ما من شك أن الترام وسيلة مواصلات حضارية لأنها تعتمد على الطاقة الكهربية النظيفة التي لا تترك عوادم ضارة بالبيئة ، ولأنها لا تحدث اهتزازات كثيرة أثناء سيرها ولا تحدث ضوضاء كثيرة ، ولا تتأثر بالمطبات والانحناءات الفجائية ، ولا يشعر فيها الراكب بارتفاعات ومنخفضات الطريق لأن ذلك يحدث تدريجيا ، وأن بطء سرعتها لا يعتبر عيبا لأنها تناسب الأشخاص الذين لا يهمهم السرعة مثل كبار السن وأمثالهم بل أن البعض يمكن أن يفضلها عن الانتظار في كافيه ويسعد بقراءة كتاب أو جريدة أو تصفح الانترنت بها في فترة تواجده بها ..... ولكن :
كل هذه المميزات نخسرها بكل تأكيد في حالة ارتباك حركة المرور نتيجة وجود اتجاهين للترام في شارع ضيق مثل شارع محرم بك وشارع شريف ( الخديوي سابقا ) وغيره .
وهذه الارتباكات يمكن حلها ببساطة شديدة وهي تسيير الترام في اتجاه واحد هو اتجاه حركة السيارات ، والغاء طريق الترام المعاكس ، وفي هذه الحالة لو سارت الترام بسرعة السلحفاة لن تؤثر في حركة المرور اطلاقا ، بل أن الاقبال سوف يزيد على استعمال الترام ويزيد الكسب كثيرا عن طريق انتظام سرعة الترام ، وعن طريق الخدمات الاضافية التي يحصل عليها الراكب ، وكل ما يترتب على ذلك من فوائد للمجتمع وارتقاء بالدولة ، بدلا من الارتباكات الشديدة في المرور نتيجة سوء التصرف وسوء التفكير الذي لا يتناسب مع دولة عريقة في استخدامها التكنولوجيا الجديدة ، فمن معلوماتي أن مصر من أوائل الدول استخداما للسكك الحديدية والترام والتليفونات وغيرها ، وعلينا أن نحسن استعمال التكنولوجيا حتى لا نكون كمثل طفل صغير أعطيت لها سكينة حادة ليستخدمها ....