12/2000
** تقابل (س) مع صاحبه (ص) في الطريق العام ثم بدأ كل منهما
يفضفض للآخر عن أحواله وآخر أخباره ، وأخذهما الحديث عن
مشكلة الدخل والأسعار حتى تحول الحديث كالآتي :
س : الحكومة سبب كل البلاوي ، و ياريت ربنا
يقصف عمرهم ، ويروحوا ف داهية علشان تتحسن الأحوال .
ص: أبدا الحكومة ليست هي سبب كل البلاوي كما
تقول ولكن ترجع أسباب المشكلات والفوضى الحالية إلى الطبائع والأخلاقيات
الشاذة التي انتشرت و ترسخت عند الكثير من عامة الناس ، والتي لابد من
تغييرها وانتزاعها ، وأن هذا الأمر ليس سهلا بل يحتاج الى جهود غير عادية من
الحكومة والقادة .
س : لا ، إن سبب المشكلات كلها لا ترجع إلى
العامة من الناس، فالناس هم الناس ... في مصر مثل غيرها ، ولكن السبب
يرجع إلى سوء القيادة ، وأنه بزوال المؤثر سوف ينتهي الأثر .
ص : وما أدراك أن الناس هم الأثر ، الناس هم
الأثر والمؤثر أيضا ، وأن الشعوب هم البذور التي تنبت منها القيادات
الصالحة والفاسدة ، والقادة عينة من الشعب ... تدرجوا إلى المناصب الكبيرة .
س : القادة عينة ، ولكنها ليست عينة ممثلة ، و
إنما عينة شاذة استطاعت أن تصل إلى السلطة عن طريق الخداع ووسائل النفاق
، والأساليب الملتوية .
ص : ومن الذي مهد لهم الطريق إلى السلطة ،
وأيدهم ، وصفق لهم ، وإذا استطاعوا بالكذب والنفاق أن يصعدوا على
الأكتاف ، فإن العيب يكمن في الأكتاف التي حملتهم ، وأيدتهم ، ولابد من
العمل على توعية هذه الأكتاف .
س : إن الأكتاف التي تحكي عنها هم الضعفاء
المغلوبين على أمرهم ، والذين يخافون على لقمة يومهم ، ولا يمتلكون الشجاعة
، والإمكانيات للمغامرة بالمعارضة والرفض .
ص : لا إنني أرى الأكتاف المقصودة هم أولئك
المستهترون السلبيون الذين لا يبالون بشيء ولا يضعون في حساباتهم
وسلوكياتهم القيم الخلقية النبيلة مثل
الالتزام
بآداب المعاملة ، واحترام الكلمة والمواعيد ، والنظام والنظافة والصدق ، وهم أصحاب مبدأ " كبر مخك ،
مشي حالك ، اللي تعرفه أحسن م اللي ما
تعرفهوش .."
*
واسترسل "ص"
في سرد السلبيات ، وارتفعت الأصوات عاليا .
* ولم ينتهي
الحوار إلا عندما سقط أمامهما كيس " الزبالة " وتناثرت محتوياته على الطريق ، فنظر كل منهما إلى الآخر ،
وانصرفا كل إلى طريقه بابتسامة حزينة يائسة ، واجتمعا على كلمة واحدة ،
ربنا يصلح الأحوال
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
** العودة الى :
صفحة محتويات فنون علاء الدين
صفحات كتابات نثرية
** العودة الى :
صفحة محتويات فنون علاء الدين
صفحات كتابات نثرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق